تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال انطلقت فعاليات الحفل الختامي للفوج الأول من زمالة شباب مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط في 24 تموز 2024 في عمان، حيث يمثل هذا الاحتفال علامة بارزة في الجهود المستمرة التي تبذلها مبادرة "السلام الأزرق في الشرق الأوسط" لتمكين وإلهام الأجيال القادمة من القادة لمواجهة التحديات المتعلقة بالمياه من خلال التعاون والابتكار.
شارك - على مدى خمسة أشهر - ستة شباب مميزين من إيران والعراق والأردن ولبنان وسوريا وتركيا في برنامج زمالة الشباب، وهو الأول من نوعه في المنطقة، إذ يتميز هذا البرنامج المبتكر بمزيج فريد من المحاضرات الوجاهية وعبر الإنترنت والزيارات الميدانية وورش العمل التفاعلية وجلسات العصف الذهني. اكتسب الزملاء من خلال هذا البرنامج الأدوات والمعرفة اللازمة ليصبحوا سفراء مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، ولتعزيز الحوار ونشر الوعي حول ترابط العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي (WEFE) والتعاون في مجال المياه العابرة للحدود في جميع أنحاء المنطقة.
أكدت عطوفة المهندسة ميسون الزعبي، رئيسة اللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، خلال كلمتها الافتتاحية على المشاركة الهامة للشباب في هذه المرحلة الجديدة من المبادرة، مشيرة إلى مساهمتهم الحيوية في تعزيز الحوار وتطوير حلول مبتكرة للإدارة المستدامة للمياه. وشددت على أن الاحتفال بإكمال برنامج زمالة الشباب هذا لا يمثل نهاية رحلة مهمة فحسب، بل يمثل أيضاً بدايةَ حقبةٍ جديدةٍ في دبلوماسية المياه، وبالإضافة إلى ذلك، سلطت عطوفة الزعبي الضوء على أهمية الشباب في تشكيل مستقبل مائي آمن ومزدهر في الشرق الأوسط، مما يجعل هذه المناسبة علامة بارزة في المنطقة.
استضافت الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM) المكتب التنسيقي لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط منذ عام 2023، مما يعزز الالتزام المشترك بالإدارة المستدامة للمياه والتعاون الإقليمي. شارك سعادة الدكتور مروان الرقاد، المدير التنفيذي للشبكة، رؤيته لمستقبل يقود فيه الشباب التعاون في مجال المياه العابرة للحدود، مما يضمن استدامة مواردنا المائية على المدى الطويل، كما تؤكد هذه الشراكة على الدور الحاسم للشباب في دفع الحلول الفعالة وتعزيز الحوار في مجال إدارة المياه.
حظيت مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط منذ بداية انطلاقها بدعم ثابت من سويسرا، من خلال الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، مما يدل على تفاني سويسرا في تعزيز دبلوماسية المياه في المنطقة. وأشادت سعادة السيدة كارولين تيسو، نائب رئيس البعثة - الرئيسة الإقليمية للتعاون في سفارة سويسرا سعادة السيدة كارولين تيسو، نائب رئيس البعثة - الرئيسة الإقليمية للتعاون في سفارة سويسرا ، بالجهود التعاونية لأصحاب المصلحة الإقليميين، والتي مكنت الوكالة من تعزيز الحوار والتعاون الفعالين من أجل مستقبل أكثر استدامة، كما أشارت إلى أنه مع المشاركة النشطة للشباب، سيكون لهذه الجهود تأثير دائم لسنوات قادمة.
وأضافت سعادة السيدة كارولين تيسو: "يعتبر برنامج زمالة الشباب هذا خطوة فعالة لدمج الأجيال القادمة في مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط. لقد حظيت بمقابلة هؤلاء الشباب الستة الرائعين، ويعد التزامهم وانتمائهم للمنطقة، مصدر إلهام لي علي الصعيد الشخصي، وامل للمنطقة بالمجمل" .
ابتداءً من الزيارات الميدانية التعليمية الممتعة وانتهاء بجلسات الإرشاد مع كبار الخبراء، اكتسب الزملاء الشباب رؤى لا تقدر بثمن، وكونوا صداقات وعلاقات في مجال إدارة المصادرالبيئية ودبلوماسية المياه. وبحلول نهاية الزمالة، قاموا بتصميم مقترح مشروع جديد بشكل تعاوني، يدمج المعرفة النظرية التي اكتسبوها خلال البرنامج مع التطبيق العملي لمواجهة تحديات التعاون عبر الحدود في العالم الحقيقي، إذ سيمنحهم هذا المشروع الفرصة لإظهار مهاراتهم وإحداث تأثير ملموس. علاوة على ذلك، سيتم تحديد خارطة الطريق لسفراء مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، لتفعيل دورهم في تعزيز دبلوماسية المياه والتعاون عبر الحدود في الشرق الأوسط،.
ونقل راعي الحفل ممثلاً عن صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال ، عطوفة الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، كلمة ملهمة لصاحب السمو الملكي، الذي شارك رؤيته للتعاون الإقليمي، وقدّم في خطابه - الذي فتن الزملاء الشباب والحاضرين على حد سواء - رؤى قيمةً حول مستقبل المنطقة في مواجهة التغير المناخي والتحديات الناجمة عنه، وترك انطباعاً راسخاً عن أهمية الجهود التعاونية. وأضاف عطوفة الأستاذ الدكتور الرفاعي: "إنها مسؤوليتنا العالمية الجماعية لتطوير حلول إنسانية للأزمات، مع التركيز على الكرامة الإنسانية الشاملة وحق كل شخص في الحياة وسبل العيش الكريمة".
اختتم الحفل، بأداء الزملاء قسماً رسمياً، متعهدين بالتزامهم بالعمل كسفراء شباب للسلام الأزرق في الشرق الأوسط. أكد القسم، الذي تم تلاوته بصوت واحد، على تفانيهم في تعزيز التعاون المائي والسلام في المنطقة، واستخدام معرفتهم ومهاراتهم لصالح الجميع، والتمسك بقيم الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل في جميع مساعيهم. رحبت هذه اللحظة القوية بهم رسمياً في عائلة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، محملة إياهم مسؤولية المضي قدماً في مهمة المبادرة المتمثلة في تعزيز التعاون الإقليمي وإدارة المياه المستدامة.
علقت أسيل المخيمر، رئيسة مكتب التنسيق للسلام الأزرق في الشرق الأوسط، على هذه اللحظة الهامة قائلة: "بتسليح هؤلاء السفراء الشباب بالمعرفة والشغف وروح التعاون، أصبحوا الآن مهيئين لإحداث تغيير حقيقي في منطقتنا. قد لا تكون رحلتهم سهلة، ولكن تفانيهم يمنحنا الأمل في مستقبل أكثر تعاوناً وأمناً مائياً في الشرق الأوسط."
ومع تخريج الفوج الأولى من زمالة شباب مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، فإن الزملاء على استعداد لإحداث تأثير دائم في المنطقة. سيتم فتح الدعوة للمشاركة في الفوج الثاني في عام 2025، بهدف تمكين المزيد من الشباب ليصبحوا صانعي تغيير مؤثرين في مجتمعاتهم.